منتديات قافلة الزهراء عليها السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محاضرات السيد منير الخباز 1431هـ (المحاضرة الأولى)

اذهب الى الأسفل

محاضرات السيد منير الخباز 1431هـ (المحاضرة الأولى) Empty محاضرات السيد منير الخباز 1431هـ (المحاضرة الأولى)

مُساهمة  العلامة الفارقة الخميس يناير 14, 2010 12:02 pm

سلسة محاضرات السيد منير الخباز دام بقاءوه للعام 1431هـ

وهي تدور حول الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف

المحاضرة الأولى ( السعادة في لقاء الامام " عج " )

أعوذ بالله من الشيطان الغوي الرجيم


بسم الله الرحمن الرحيم
{بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُـم مُؤْمِنِينَ}

أفاد السيد الطبطبائي في الميزان(قدس سره)أن المقصود{بَقِيَّتُ اللَّهِ}في الآية المباركة الربح الذي يدخل على الإنسان إذا أجرى المعاملة كأن باع شيء بربح واستدل على ذلك بالسياق حيث أن الآية وردت في سياق كلام شعيب مع قومه حيث قال{وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ(85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُـم مُؤْمِنِينَ}ولكن الصحيح أن المقصود{بَقِيَّتُ اللَّهِ}المظهر الباقي لله تبارك وتعالى وهو ما ينطبق على الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)لوجهين:


الوجه الأول: أن الراوية وردة بذلك في الكافي عن عمر بن زاهر عن الصادق (عليه السلام)سألته هل يسلم على القائم بإمرة المؤمنين يعني يقال للقائم(يا أمير المؤمنين)قال:لا ذاك اسم يختص بعلي بن أبي طالب(عليه السلام) لم يسمى به أحد قبله ولا يتسمى به أحد بعده إلا أن يكون كافر قلت:بما يسلم على القائم؟!قال:أن تقول السلام عليك يا بقية الله قال الله عز وجل {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ}فالمراد ببقية الله: الإمام المنتظر لأنه بقيت الله بمعنى المظهر الباقي لله كل إمام وكل نبي فهو مظهر لله لكن المظهر قد يكون أنتقل إلى المليء الأعلى الأنبياء والأئمة توفوا وانتقلوا إلى المليء الأعلى فهم مظهر قد أنقضى وهناك مظهر مازال باقي إلى أن تقوم الساعة المظهر لله الباقي إلى قيام الساعة هو المعبر عنه{بَقِيَّتُ اللَّهِ}وهو أنما ينطبق على الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف).


الوجه الثاني: أن الشرطة في الآية يؤكد ذلك لاحظوا الآية المباركة قالت:{بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُـم مُؤْمِنِينَ}لو كان المراد {بَقِيَّتُ اللَّهِ}هو الربح الذي يدخل في جيب الإنسان إذا باع المعاملة بربح لا معنى لاشتراطه بالإيمان الربح خير للمؤمن وللكافر ولا يختص بالمؤمن بينما الآية جعلت{بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ}لخصوص المؤمنين{بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُـم مُؤْمِنِينَ} وهذا لا ينطبق إلا على ملجأ المؤمنين وملاذ المؤمنين الإمام الحجة(عجل الله فرجه الشريف)فهو الخير الذي يكون مشروط بالإيمان والصلاح.

إذاً الآية تتحدث عن الإمام الحجة ورودها في سياق الآيات التي تتحدث عن شعيب مع قومه لا ينافي عمومها وسعتها لغير زمان شعيب بل لجميع الأزمنة ,نحن عندما نريد أن نتحدث عن الإمام الحجة هذه الليلة ليلة جمعة مفتاح ليالي عاشوراء المبارك


نتحدث عن الإمام الحجة في محاور ثلاثة:


المحور الأولى:هل أن الإمام غائب أم حاضر؟!


المحور الثاني:هل أن هدفنا لقاء الإمام(عجل الله تعالى فرجه الشريف) أم لا ؟!


المحور الثالث:في علاقة الحب والعشق بالإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)؟!



المحور الأولى:كيف نتعامل مع قضية الإمام المنتظر؟!


هناك اتجاهان:


1-اتجاه مادي.


2-اتجاه روحي.


الاتجاه المادي:


هو الذي يتعامل مع الإمام المنتظر كإنسان غائب الإمام المنتظر شخص غائب ينتظر قدومه مسافر ينتظر مجيئه لأجل أننا نتصور أن الإمام المنتظر إنسان غائب إنسان مسافر نرتجي قدومه نرتقب مجيئه لذلك ترى كثير من الشيعة كثير من الأقلام كثير من المتحدثين يركز على القضايا المادية ,ما هي علامات الظهور؟!ما هو شكل الإمام؟!ما هو شكل سيف الإمام ؟!ما هو شكل درع الإمام؟!لباس الإمام؟!خاتم الإمام؟!هذا التركيز على القضايا المادية يعبر عن (اتجاه مادي) وهو أن الإمام جسد غاب عن الأنظار ومسافر غاب عن الأعين يرتجى قدومه يوم من الأيام لذلك لابد أن نبحث عن علامات قدومه وعلامات مجيئه حتى نميزه عن غيره هذه نسميه بالاتجاه المادي.


هناك اتجاه أخر وهو الاتجاه الروحي:

الإمام حاضر وليس بغائب ليس الإمام جسد حتى نبحث متى يأتي ذلك الجسد الإمام كسائر الناس له جسد مكون من دم ولحم ولكن ليست الإمامة منوطة بجسده الذي غاب عنك هو الجسد لكن الإمامة ليست منوطة بالجسد الإمامة مجموعة من القيم مجموعة من المبادئ مجموعة من المثل الإمام ليس جسد اختفى وراء جدار أو غاب عن الأنظار الذي غاب واختفى هذا اختفاء جسدي لكن الإمامة هي مجموعة من المبادئ وهذه المبادئ حاضرة وقائمة وفاعلة وليست غائبة الإمام بمبادئه, الإمام بمثله الإمام بقيمة وليس الإمام بجسده المادي.


بما أن الإمامة مجموعة من القيم مجموعة من المثل إذا فالإمام حاضر وليس بغائب لأنه هذه المبادئ حاضرة وفاعلة فعلينا أن تعامل مع الإمام كحاضر لا أن نتعامل مع الإمام كغائب هناك مبادئ هي الإمام نفسه وهذه المبادئ هي التي تقررها الآية المباركة:{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}وقال تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} هذه هي الإمام ,الإمام أمر بمعروف ونهي عن منكر الإمام دعوة إلى الخير هذه المبادئ الحية النشطة المتجددة هي الإمام الحجة ونحن نتفاعل مع هذه المبادئ تفاعل حضوري لا تفاعل غيابي نحن لا نستخف بالعلامات(نعم)الروايات الشريفة ذكرت لنا علامات مثلا:


ورد في رواية علي بن حنظله عن الصادق (عليه السلام)قالخمس علامات قبل قيام القائم:الصيحة,وخروج السفياني,والخسف,قتل النفس الزكية بين الركن والمقام وخروج اليماني)هذه خمس علامات.


وفي معتبرة عبدالله بن سنان(أن جميعها محتوم)بمعنى لابد أن يحصل .


وفي رواية أبي بصيرSadوأن أهدى الرايات راية اليماني فإنه يدعوكم إلى صاحبكم).


إذاً وجود علامات للإمام المنتظر(عجل الله فرجه الشريف)أمر لا يمكن إنكاره هذه العلامات ستقع قبل خروجه وذكرها أهل البيت من أجل رفع البس عن خروجه و وقت خروجه لكن لا ينبغي أن نركز على العلامات ونهمل المبادئ ,الإمام هو المبادئ وليس هو هذه العلامات ,هذه العلامات تمت أو لم تتم علينا أن نتعامل مع الإمام كحاضر كفاعل كقائم علينا أن نتعامل مع مبادئ الإمام تمت هذه العلامات أو لم تتم .


إذاً التركيز في الحديث عن علامات الظهور وصفات شخص الإمام وصفات لباس الإمام يعبر عن اتجاه مادي يحصر الإمامة في الجسد الذي لا تراه الأعين مع أن الإمامة بمبادئ حاضرة ومبادئ فاعلة .


المحور الثاني:هل هدفنا لقاء الإمام؟!هل نحن نسعى للقاء الإمام؟!(عجل الله تعالى فرجه الشريف) أم لا ؟!


لا أشكال أن الهدف الأسمى و السعادة الكبرى في التشرف بلقاء الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف)لكن حتى نفهم هذه النقطة جيداَ هناك ثلاثة أسئلة نطرحها ونجيب عنها :


السؤال الأول:هل من الممكن لقاء الإمام أساساً أم لا؟!


السؤال الثاني:على فرض أنه ممكن فما هي طبيعة هذه اللقاء؟!وحقيقة هذا اللقاء؟!


السؤال الثالث:أي لقاء يريده الإمام ؟!نحن نريد لقاء الإمام ولكن هل الإمام يريد لقائنا أم لا؟!



هذه الأسئلة الثلاثة لابد أن نجيب عليها:


السؤال الأول:هل من الممكن لقاء الإمام أساساً أم لا؟!


ربما يقول شخص بأن لقاء الإمام باب مسدود باب مغلق لماذا؟!


لما رواه الشيخ الصدوق في كتابه(أكمال الدين) والشيخ الطوسي في كتابه(الغيبة)عن الحسن أبن أحمد المكتب(رضي الله تعالى عنه)(يعني كان من أجلاء علماء الأمامية)يقول في أخر سنة وفي أخر شهر من حياة السفير الرابع وهو(علي بن محمد السمري)أخر سفراء الإمام المنتظر خرج إليه توقيع من الإمام المنتظر ,هذا التوقيع يقولبسم لله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر أخوانك فيك فأنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فلا توصي لأحد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة ولا خروج إلا بأذن الله وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي شيعتنا من يدعي المشاهدة إلا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني وقبل الصيحة فهو كذاب مفتري ولا حول ولا قوة إلا بالله) ,ربما يقول إنسان هذا التوقيع يستفاد منه أن لقاء الإمام ممتنع لأنه يقول من أدعى المشاهدة فهو كذاب مفتري ولا حول ولا قوة إلا بالله ,إذاً لقاء الإمام باب مغلق وباب مسدود الأمر ليس كذلك:


أولاً: غيبة الإمام ليست غيبة انعزاليه وإنما هي غيبة اتصالية بمعنى أن الإمام ليس غائب عن المجتمع ويعيش في جبل أو في جزيرة أو في مكان وحده لا ليس الأمر كذلك غيبة الإمام غيبة اتصالية بمعنى أن الغائب عنوانه لا شخصه هو يعيش مع الناس يأكل معهم يشرب معهم قد يتزوج قد يعيش كما يعيش الناس تماما هو بين ظهرانينا لكنا لا نعرف عنوانه الغائب عنوانه وليس الغائب شخصه فغيبته غيبه اتصالية وليست غيبة انعزاليه لاحظ أنت تقرا في دعاء الندبة وهذا دعاء معروف بين الطائفة الأمامية(بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا بنفسي أنت أمنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا),إذاً غيبته هي غيبة عنوان لا غيبة شخص فهو متصل بنا يعيش معنا بما أنه يعيش مع الناس إذا لقائه أمر ممكن جداً وأمر متيسر إذا أرد الإمام ذلك فأن بيده تحديد اللقاء وليس بأيدينا نحن.


ثانياً:تواتر لذا الشيعة الأمامية لقاء الإمام عن كثير من العلماء بنحو يورث القطع واليقين بأن لقائه ممكن وليس باب مغلق لولا مسدود .


ثالثاً:هذا التوقيع الشريف الذي قالإلا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني وقبل الصيحة فهو كذاب مفتري ولا حول ولا قوة إلا بالله)هذا الحديث يتحدث عن السفارة لا عن اللقاء الممتنع هو السفارة بعنى بعد السفير الرابع لا توجد سفارة إلى أن يخرج ويظهر ظهوراً تام(عجل الله فرجه الشريف)فالمغلق هو السفارة لا اللقاء لماذا؟!


لأنه الراوية تتكلم عن سفير الإمام يقول أنت أخر سفير لا توصي لأحد من بعدك قد وقعت الغيبة التامة و وسيأتي شيعتنا من يدعي المشاهدة بمعنى (من يدعي السفارة)بقرينة السياق فمن أدعى المشاهدة يعني السفارة فهو كذاب مفتري ,السفير يختلف عن الإنسان العادي سفير الدولة غير المواطن العادي المواطن يعرف بعض أخبار الدولة لكن سفيرها يعرف أسرارها ويعرف سياستها الداخلية والخارجية وتناط به البحث في قضايا مصيريه وخطيرة.


الإمام المنتظر يقوللا سفير لي بعد السفير الرابع) يعني لا أبعث للأمة سفير يعرف أسراري ويبلغ الأمة القضايا المصيرية والخطيرة هذا انتهى هذا باب مسدود إما اللقاء أن يلتقي الإنسان بالإمام ويستنير بأنواره وبإرشاداته فهو أمر ممكن وليست سفارة حتى ينفيها هذا الحديث.


نعم التفتوا يا أخوان:الإمام لا يبدل لقائه لكل أحد وإلا لوقع موقع تربص الظالمين وتربص الطغاة مقتضى الحكمة أن يختار الإمام الأشخاص المعروفين بتمام الوثاقة وبتمام الأمانة ليلتقي بهم ,لاحظوا مثلا ً:هل الله تبارك وتعالى يبعث أي إنسان رسول؟!طبعا لا يبعث أي إنسان رسول الله لا يبعث أي شخص رسول إذاً يختار بعض الأشخاص للرسالة يضع رسالته في الموضع الذي يشاءه تبارك وتعالى لماذا؟!

لأنه كما يقول علماء الكلام في علم الكلام :نقض الغرض قبيح والقبيح لا يصدر من الحكيم تبارك وتعالى ,الغرض من إرسال الرسول تصديق الناس له حتى يتحقق هذا الغرض لابد أن يختار شخص معروف في الصدق والأمانة حتى إذا جاء إلى الناس وقال أنا رسول صدقه الناس وأمنوا به كما كان النبي محمد(صلى الله عليه وآله)معروف قبل البعثة بأنه الصادق الأمين لأنه معروف بالصادق الأمين صار أهل لأن يكون رسول الله وإلا لو كان شخص مغمور أو مجهول أو شخص كاذب لكان أعطائه الرسالة نقض للغرض ونقض الغرض قبيح لا يصدر من الحكيم كذلك الإمام المنتظر عندما يختار شخص للقائه يختار الشخص المعروف بالوثاقة, المعروف بالأمانة المعروف بالصدق حتى إذا أخبر بأنه لقي الإمام يكون مورد للقبول ويكون مورد للتصديق ويكون مورد للإذعان وإلا لو بدل الإمام لقائه لأي شخص لكان ذلك خلاف الحكمة أي نقض للغرض من هذا اللقاء لأنه لا يلتقي بشخص إلا لأجل مصلحة عامة تقتضى هذا اللقاء فلابد أن يكون الملاقى أهل لهذا اللقاء ولتحقيق هذه المصلحة العامة.


السؤال الثاني:ما هي طبيعة لقاء الإمام؟!


لقاء الإمام لقاء الله الإمام مظهر لله فلقاء الإمام يعني لقاء الله عز وجل كيف لقاء الله ؟!


لقاء الله هو لقاء الفناء لا لقاء الارتباط هناك مصطلح في علم الفلسفة أشرحه لك يتبين به معنى لقاء الله, الفلاسفة يقولون:فرق بين العلاقة ألارتباطيه والعلاقة الفنائيه كيف؟!الآن أنت أذا وضعت عسل في كاس حليب هذا الحليب مع العسل يسمى(علاقة ارتباطيه)بمعنى مازلت أنت عندما تشرب الحليب تشعر أن هناك حليب وأن هناك عسل يعني هناك وجودان أرتبط أحدهما بالأخر علاقة العسل بالحليب علاقة الامتزاج علاقة ارتباطيه ,بينما إذا صهر الذهب مع عنصر أخر مع معدن أخر إذا صهر الذهب بمعدن أخر وأصبح مادة واحدة هذه تسمى علاقة ثنائية أنت لا تشعر بأن هناك شيئين تشعر أن هناك مادة واحدة علاقة الانصهار بين الذهب ومعدن أخر علاقة ثنائية بينما علاقة الامتزاج بين الحليب والعسل علاقة ارتباطيه لا فنائية .


مثال:علاقة الاسم بالمسمى مثلا إذا جيء لي بولد أول يوم يأتي الولد يقولون لي ما هو أسمه؟!أقول أنا مثلاً ضرغام مثل العراقيين أول ما أسميه ضرغام عندما يقول لي واحد من الناس ضرغام لا يتبادر ذهني إلى الولد بعدني لم أتعود ,فإذا أشعر بأن هناك وجوديين وجود للولد وهو أبني و وجود للحروف حتى إذا سمعت كلمة ضرغام أفكر أن هناك ضاد وراء وغين وألف وميم فأنا أشعر بوجوديين وجود للاسم كحروف وجود للمسمى وهو ولدي لكن إذا مرت الأيام واعتدت على الاسم متى ما يقال لي ضرغام حالاً انتقل إلى ولدي لا أشعر بالحروف أبداً أنت الآن إذا تسمع شخص مثلا يذكر اسم أبيك تشعر بحروف الأب أصلا لا تشعر بالحروف أفترض أبيك أحمد يقول لك أنت فلان أبن أحمد لا تلتف إلى ألف وحاء وميم ودال حالاً تلتف إلى أبيك من دون أن تلتفت إلى الحروف هذه تسمى(علاقة ثنائيه) ثني الاسم في المسمى كانت العلاقة بين الاسم وبين المسمى في أول الأيام الولادة كانت العلاقة ارتباطيه ربط الاسم بالمسمى لكن بمرور الوقت تحولت العلاقة من علاقة ارتباطيه إلى علاقة فنائية ثني الاسم في المسمى فلا تشعر إلا بالمسمى ولا تشعر بالاسم أبداً بعد أن عرفنا العلاقة الفنائية لقائنا مع الله يجب أن يكون لقاء فناء ليس لقاء ارتباط نحن علاقتنا مع الله علاقة ارتباط نصلي ونعبد الله لكن المطلوب أن تكون العلاقة علاقة فناء ,ما معنى علاقة فناء؟


بمعنى أن لا نشعر بأنفسنا ليس هناك وجودان وجود لنا وجود لله(لا)لانشعر إلا بوجود الله يفنى وجودنا في وجود الله هذا ما يسمى بالعلاقة الفنائية واللقاء ألفنائي أن يصل الإنسان إلى حد الإحساس لوجود الله, أن يصل الإنسان إلى حد الإحساس بطعم لقاء الله أن يصل الإنسان إلى حد الإحساس بحضور الله حين إذاَ يصل إلى العلاقة الفنائية لاحظوا القرآن الكريم يعتبر عن العلاقة الفنائية عندما يقول:{إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ}هل هم يشعرون بأن يد الله فوق أيديهم هذا يسمى علاقة فنائية أن يشعر الإنسان أن يد الله تلامس يده{يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}القرآن الكريم يقول:{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} نحن إذا ندفع صدقة من الذي يأخذها؟! يأخذها الفقير لكن القرآن الكريم يقوللا)يأخذها الله ,هل نحن نشعر بأن الله يأخذ منا صدقاتنا؟! هذا الشعور هو العلاقة الفنائية إذا وصلنا إلى أن نشعر أن الله هو الذي يأخذا صدقاتنا منا وصلنا إلى العلاقة الفنائية {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ}وقال في آية ثالثة:{لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ}.


إذاً المطلوب في لقائنا مع الله لقاء الفناء أن لا نشعر بأنفسنا بل لا نشعر إلا بوجود الله وهذا ما تحدث عنه الإمام الحسين (عليه السلام)في دعاء يوم عرفة(متى غبت حتّى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك ومت كانت الآثار هي التي توصل إليك عميت عينا لا تراك عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا),يا أخوان لقاء الإمام المنتظر لقاء الله ,لقاء الله هو لقاء الفناء لقاء الإمام المنتظر هو لقاء الله.


السؤال الثالث:نحن نريد لقاء الإمام أين منا لا يريد لقاء الإمام؟!لكن هل الإمام يريد ذلك أم لا؟!


علماء العرفان يقولون:هناك فرق بين لقاء الأنس ولقاء التشريف,ما هو الفرق بينهما؟!


لقاء التشريف:بمعنى أن يمن عليّ الإمام (عجل الله فرجه الشريف)ويريني طلعته الرشيدة وغرته الحميدة كما أقول أنا في الدعاءاللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وأكحل ناظري بنظرة مني إليه وعجل فرجه)هذا يعبر عن لقاء التشريف أنا أريد أن يشرفني الإمام ويكرمني بلقائه أن أريد لقاء الشرف لكن الإمام لا يريد ذلك, الإمام يريد لقاء الأنس كيف؟!


الإمام يريد أن يلتقي بي هو ينسى بي الإمام يأنس بأحبائه مثل أنت الإنسان العادي يأنس بأحبائه إذا التقيت بهم الإمام يريد أن يلتقي بي وهو يأنس بي وهو يفرح بي وهو يبتهج بي ,إذاً الإمام لا يريد لقاء تشريف يريد لقاء أنس يريد أن يلتقي بنا وهو أنس بنا فرح بنا مبتهج بنا وكيف يلتقي بنا الإمام لقاء الإنس إذا لم نكن أهل لإيناس الإمام,إذا لم نكن أهل لتفريح قلب الإمام إذا لم نكن أهل لإبهاج قول الإمام ,إذاً الإمام يريد شيء ونحن نريد شيء نحن نريد أن نبقى على ذنوبنا وأن نبقى على معاصينا وعلى الإمام أن يشرفنا بلقائه ويكرمنا بطلعته لكنا باقون على ذنوبنا ومعاصينا والإمام ينادينا أنا لا أريد هذا اللقاء أريد لقاء الأنس أريد أن التقي بكم وأنا أنس بكم فرح بكم مبتهج بكم والفرح والبهجة والأنس تتوقف على أن ننصهر بالإمام وأن تكون علاقتنا بالإمام علاقة ثنائية لا ارتباطيه بأن تكون علاقتنا بالإمام علاقة أنصهاريه بأن تكون علاقتنا بمبادئ الإمام وقيم الإمام علاقة انصهارية فنائية حتى يكون لقائنا مع الإمام لقاء الأنس و إلا فالإمام يتفضل علينا باللقاء وهو كريم لكنه يرد أن يكرمنا بلقاء يعبر عنه بلقاء الإنس فما نحن نطلبه غير ما يطلبه الإمام منا.


المحور الثالث:في علاقة العشق بالإمام.

نحن يا أخوان علاقتنا بالإمام علاقة سطحية علاقة جافه جداً علاقة يابسة ربما تكون علاقتنا بأساتذتنا أقوى من علاقتنا بالإمام ,ربما تكون علاقتنا بأصدقائنا وأحبائنا أقوى من علاقتنا بالإمام ربما تكون علاقتنا بمراجعنا وزعمائنا أقوى من علاقتنا بالإمام يجب أن تكون علاقتنا بالإمام علاقة حب وعشق لا مجرد دعاء نحن ندعو للإمام ولكن ما يريده الإمام منا ليس مجرد لقلقة لسان في الدعاء يريد علاقة حب وعشق كي نكون أهل للقائه و أهل لتكريمه و أهل لتشريفه ,علاقة الحب والأنس ما هي؟!


هذه العلاقة لها عناصر:


العنصر الأول:صفاء القلب

القلب الذي يحمل حقد على الناس بعيد عن لقاء الإمام القلب الذي يحمل حسد بغض ضغينة للآخرين بعيد عن لقاء الإمام ,نحن مع الأسف بمجرد أن نختلف يتحول الاختلاف إلى ضغينة وبغض وحقد وكيد ومكر من كل منا للأخر نحن بعيدون عن بركة الإمام الذي يحضا ببركة الإمام طاهر القلب القرآن الكريم قول:{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا}القلب الخالي من الغل وهو القلب الذي يلتقي بالإمام, أنت ترى ناس في مجتمعنا عندما تسأل عنهم يقولوا هؤلاء طيبين ما معنى طيب؟!


الإنسان المبتسم المتواضع الخلوق الذي يحب الناس يألف الناس يبادر لقضاء حوائج الناس هذا الناس ماذا تعتبره؟!تقول الناس هذا طيب مسكين يصدق الناس هذا الشخص الذي نسميه نحن طيب ومسكين هو المحضوض بلقاء الإمام هو المحضوض ببركة الإمام هو المحضوض بمدد الإمام لأنه قلبه طاهر صفحة بيضاء لا يحمل حقد ولا ضغينة كما ورد عن النبي محمد(صلى الله عليه وآله):"أفاضلكم أحاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون"المؤمن يألف ويؤلف هذا الحقيق بلقاء الإمام (عجل الله فرجه الشريف ).


العنصر الثاني:الطاهرة من الذنوب التي تزعج الإمام تؤلم الإمام تبغض الإمام(عجل الله فرجه).


لاحظوا هذه الرواية الشيخ الطبرسي في الاحتجاج يوى عن الإمام المنتظر(عجل الله فرجه الشريف)أنه قال:"لو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته (الإمام يريد أن يشير إلى شرط اللقاء معه صلوات الله وسلامه عليه)لكانوا على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد الذي عليهم لما تأخر عليهم اليمين بلقائنا ولتجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق من المعرفة وصدقها منهم بنا فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل "


العنصر الثالث: من عناصر الأهلية للقاء الإمام ولئن تعيش علاقة ثنائية مع الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)الإهداء.

كيف الإهداء؟!ورد عن النبي صلى الله عليه وآله:"تهادوا تحابوا" الهدية تورث المحبة حتى مع الإمام حتى أنت إذا تهدي الإمام هذا يجلب قلب الإمام إليك الهدية تورث المحبة كيف أهدي الإمام؟!أن تصلي عنه, أن تطوف عنه, أن تحج عنه أن تتصدق عنه أن تصوم عنه نحن مهملون للإمام نحن بعيدون عن الإمام نصلي لإبائنا وأمهاتنا لكننا لا نذكر الإمام الصلاة عنه والصدقة عنه هدية غالية ثمينة يكرمها الإمام (عجل الله فرجه الشريف)وهذه الهدية تجعلنا مشمولين لبركة مشمولين لدعائه مشمولين لمدده (صلوات الله وسلامه عليه)أنتم كلكم تقرؤون هذه الآية:{وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} إذا تحقق الدعاء تحققت الاستجابة لكن كثير منا يقول أنا أدعوا ولا يستجاب لي كيف؟!لا يوجد ملازمة.


نقول:لم يصدر منك دعاء حقيقي الدعاء الذي يستلزم الإجابة هو الدعاء الحقيقي أنت لم يصدر منك دعاء حقيقي ,طيب كيف أصل أنا للدعاء الحقيقي؟!تستطيع أن تصل إلى الدعاء الحقيقي عن طريق الإمام الحجة بأن يدعوا لك الإمام الحجة فحين أذاَ تتحقق استجابة {ادْعُونِي}بمعنى أما بالمباشرة أو بالواسطة ,أما أن تدعوني بالمباشرة أو تدعوني بواسطة شخص ألبي دعائه أنا أستطيع أن أدعوا الله عز وجل بواسطة لسان الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)استطيع أن أصل إلى الإمام ليدعوا ليّ ودعاء الإمام ليّ إذا اتصلت به أهديته إذا اتصلت به قمت بأعمال نيابة عنه هذه الهدية تجلب دعائه ليّ فأكون قد دعوة الله تبارك وتعالى بلسان الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)السيد علي أبن طاووس من أجلاء علماء الأمامية سنة 638 السيد أبن طاووس يقول كنت بسر من رأى ليلة الثالث عشر من شهر ذو القعدة سحر فسمعت صوت الإمام يدعوا لشيعته وهو يقولاللهم أبقهم وأحيهم في لعزنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا).


إذاً الإمام يدعوا لمن قرب منه يدعوا له الإمام(عجل الله فرجه الشريف)يكتب لشيخ المفيد شيخ الطائفة الأمامية(أنا غير مهملين لرعايتكم ولا ناسين لذكركم ولولا دعائنا لكم لنزلت بكم الألواء و اصطلمتكم الأعداء الإمام يدعوا إذا اقتربنا منه أقترب منا ودعا لنا)إذاً هذا هو العنصر الثالث.


العنصر الرابع:من عناصر اللقاء ألفنائي بالإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)هو الذكر الخفي

علماء العرفان عندهم مصطلح يسمى(بالذكر الخفي),ما معنى الذكر الخفي؟!من أين أخد هذا المصطلح؟!


مأخوذ من دعاء الإمام زين العابدين(عليه السلام):"اللهم انسنا بالذكر الخفي,واستعملنا بالعمل الزكي والسعي المرضي"ما معنى الذكر الخفي؟! الذكر الخفي بمعنى الانقطاع إذا ذكرت الله ذكر خفي بمعنى انقطعت إليه من أنقطع إلى الله لا يطلب إلا من الله ولا يشكوا إلا لله ولا يبث همه إلا لله هذا يقال له ذكر الله ذكر خفي الذكر الخفي بمعنى:الانقطاع إلى الله تبارك وتعالى أيضا الإمام من عناصر لقائه الذكر الخفي بمعنى أن تنقطع إليه تقول:يا رب أنا لا أريد حاجة لا أريد حياة ولا شفاء ولا رزق إلا برضي الإمام المنتظر هذا انقطاع للإمام ,هناك شخص يقول لا رضا الإمام أم لا أعطيني رزق وحياة إما الإنسان المنقطع للإمام يقول:يا رب أنا لا أريد منك نعمة ولا عطاء إلا عن طريق الإمام المنتظر, عن طريق رضاه عن طريق إرادته لأني منصهر به لأني متعلق به لآني مغرم به هذا يسمى (بالذكر الخفي) وهو من عناصر لقاء الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف).


ومن العناصر أيضاً تصور الإمام هل أنت تتصور الإمام ؟!هل أنت تفكر في محبوبك؟!أنت إذا أحببت شخص دائما تتصوره دائما يمر على ذكرك دائما يمر على بالك لو كنت تحب الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)حقا لكان بالك وذكرك وذهنك مشغول بصورته مشغول بخياله مشغول بما تتصيد من أوصافه هل بالك مشغول به؟!


أقروا زيارة آل ياسين هذه الزيارة زيارة معتبرة وزيارة تصور لنا الإمام المنتظر دائماً نحن عندما نقرأ هذه الزيارة(السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك السلام حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تصلي وتقنت السلام عليك حين تركع وتسجد السلام عليك حين تسبح وتهلل السلام عليك حين تحمد وتسبح السلام عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى) هذه صور للإمام تمر على أذهاننا تربطنا بالإمام(عجل الله تعالى فرجه الشريف).


العنصر الأخير من عناصر لقائه التألم لألمه هل نحن نتألم للإمام ؟!


لا يوجد شخص على هذه الأرض يتألم مثل الإمام, الإمام يعشى الألم باهظة الألم عظيمة لما يرى من مصائب و ونوائب في الأمة الإسلامية الإمام إذا رأى ذنب من مؤمن يتألم فيكف إذا رأى فضائع الذنوب كبائر الجرائم والمعاصي الإمام يعيش ألم لا يعيشه أحد مثله لذلك علاقتنا بالإمام تقتضى أن نتألم لألمه أن نتصور آلامه فنتألم له دعاء الندبة هذا الدعاء العظيم المعروف بين ألإماميه يعلمنا كيف نتألم لألم الإمام يعلمنا كيف نتوجع ونتأوه لآهات الإمام (عجل الله فرجه الشريف)(عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى ولا اسمع لك حسيسا ولا نجوى عزيز علي أن أجاب دونك وأناغى عزيز علي أن أبكيك وتخذلك الورى عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى) هذه الكلمات تقوي عندنا أحساس بألم الإمام وبآهات الإمام ورد عن الصادق(عليه السلام)شيعتنا من خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا) التألم لألمهم دليل الولاء لهم ومن ألم الإمام المنتظر الذي لا ينساه ولا يهجع عند ذكره ألم كربلاء آلم عاشوراء فهو الألم المستمر المتجدد لذا الإمام المنتظر(عجل الله فرجه الشريف).

والحمد لله رب العالمين
العلامة الفارقة
العلامة الفارقة
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 51
علاماتك : 145
تاريخ التسجيل : 06/12/2009
الموقع : قلب السكينة

https://q-alzhra.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاضرات السيد منير الخباز 1431هـ (المحاضرة الأولى) Empty محاضرات السيد منير الخباز 1431هـ (المحاضرة الثانية)

مُساهمة  العلامة الفارقة الخميس يناير 14, 2010 12:13 pm

الليلة الثانية ( محرم 1431 )
المهدي ( ع ) عشقٌ هادف



بسم الله الرحمن الرحيم

(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ)
آمنا بالله .. صدق الله العي العظيم


الآية المباركة دلَّت على أن المضطر إذا دعا ربه استحق الإجابة ، ولكن البحث يقع : ما هو المقصود بالمضطر في الآية المباركة ؟ فهنا عندنا رأيان :

الرأي الأول : ما ذكره السيد الطباطبائي عليه الرحمة في كتاب الميزان أن المضطر هو الإنسان المنقطع إلى الله ، ما معنى هذا الكلام ؟ هناك آيتان في القرآن تفسر إحداهما الأخرى ..

الآية الأولى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ظاهر هذه الآية أن الدعاء الحقيقي يستلزم الإجابة ، إذا صدر الدعاء الحقيقي من الإنسان ضمن الإجابة ، لكن هذه الآية لم تفسر لنا ما هو الدعاء الحقيقي الذي إذا صدر ضمن الإنسان الإجابة ..


جاءت لنا آية أخرى تفسر معنى الدعاء الحقيقي وهي قوله تعالى : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) يعني الدعاء الحقيقي المستلزم للإجابة هو دعاء المضطر ، المضطر إذا دعا فدعاؤه حقيقي يستلزم الإجابة ، لماذا؟ لأن المضطر هو الذي يوقن بفشل جميع الأسباب المادية ، فالإنسان مثلاً إذا أصابه مرض خطير وأيقن أن جميع الأسباب المادية فشلت في علاجه أو أصابه خطر وأيقن أن جميع الأسباب المادية فاشلة في تخليصه ونجاته من الخطر، هنا هذا الإنسان ينقطع إلى الله لأنه يدرك أن لا سبيل أمامه إلا الله فيلجأ إلى ربه ، هذا يسمى مضطر ، الإنسان الذي ينقطع إلى الله ليقينه أن جميع الأسباب المادية فاشلة وعقيمة في تخليصه من شدته ومن بلائه ينقطع إلى ربه، يسمى هذا مضطر وهو الذي يضمن الإستجابة (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) إذن المراد بالمضطر عند السيد الطباطبائي هو الإنسان الذي ينقطع إلى ربه في حالات شدة البلاء وشدة الخطر هذا إنسان مضطر ..


الرأي الثاني : وهو الرأي الصحيح ، أن المراد بالمضطر في الآية : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) المراد بالمضطر الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فلماذا نحن نختار هذا الرأي ؟ لوجهين :


الوجه الأول : الروايات ونحن لا نسطيع رفع أيدينا عن روايات صحيحة تفسر لنا الآية ، عندنا معتبرة محمد بن مسلم عن الباقر عليه السلام ، وعندنا رواية عقبة بن صالح عن الصادق عليه السلام ، وموجودة عندنا هذه الروايات في تفسير القمي وفي البحار في غيرها ..


عن الباقر عليه السلام ، سألته عن تفسير هذه الآية : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) قال : (إنها نزلت والله في قائم آل محمد ، هو الله المضطر، إذا خرج صلى خلف المقام وتضرع إلى ربه فأجاب الله دعاءه فلا تُرد له راية أبدًا وكشف عنه السوء وجعله خليفة له) ، إذًا الرواية تقول بهذا التفسير ..


الوجه الثاني : في الآية قرينة على أن المراد بالمضطر هو الإمام ، لماذا؟ لأن الآية في ذيلها قالت : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) لاحظ هذا التعبير (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) القرآن فيه تعبيران :


تعبير (خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ) وتعبير (خليفة الأرض) فرقٌ بين خليفة في الأرض وخليفة الأرض ، ما هو الفرق بينهما ؟ عندما نقول (الإنسان خليفة في الأرض) كل إنسان بمقدوره القيام بهذا الدور ، دور الخلافة في الأرض ، كل إنسان يستثمر الأرض يستثمر الطبيعة طبقًا لقوانين السماء ، هذا الإنسان خليفة في الأرض لأنه استثمر الأرض على ضوء قوانين السماء ، هذا يعتبر خليفة في الأرض ..


أما (خليفة الأرض) أعظم من هذا ، خليفة الأرض الذي يسيطر على الأرض كلها هذا يسمى خليفة الأرض وليس خليفة في الأرض ، خليفة الأرض هو الذي تخضع له الأرض كلها بتمامها ، الأرض بكنوزها ومعادنها وبركاتها تخضع له ، هذا يسمى خليفة الأرض ليس فقط خليفة في الأرض ، والقرآن استخدم التعبيرين ..


القرآن عندما خاطب آدم قال : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)، عندما خاطب النبي داوود عليه السلام : (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ) ولكن عندما جاء يخاطب أمة النبي محمد لم يقل : (خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ) قال : (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) ولم يقل : (خلفاء في الأرض) ، إذن أمة النبي وُعدت من قِبل الله عز وجل بخلافة الأرض كلها وليس خلافة في الأرض ، الخلافة في الأرض قام بها داوود وآدم وغيره ، أمة النبي وُعدت بشيء أكبر من هذا وُعدت بخلافة الأرض ، أن تكون لها الأرض كلها ببركاتها ومعادنها وكنوزها ..


إذن هذا الوعد وهو أن تكون أمة النبي خليفة الأرض ، هذا الوعد متى يتحقق ؟ إنما يتحقق في يوم الظهور ، إلى الآن لم يتحقق لأمة النبي هذا الوعد ، للآن لم تصبح أمة النبي خليفة الأرض مازالت خليفة في الأرض كسائر الأنبياء ، خلافة الأرض إلى الآن لم تتحقق ، إذن ذيل الآية قرينة على أن المراد بالمضطر ليس هو كل إنسان يضطر وكل إنسان ينقطع فهو مضطر إلى الله (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) ..


المضطر هو الإنسان الذي بيده تحقيق خلافة الأرض ، الإنسان الذي بيده وعلى عاتقه تحقق الأمة الإسلامية خلافة الأرض ، وذلك الإنسان إنما ينطبق على الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) إذن ذيل الآية قرينة على أن المراد بالمضطر في الآية هو الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ..


لذلك عندما تدعو أنت بهذه الآية (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ)لابد أن تلتفت إلى أنك تقصد الإمام المنتظر ، أي كأنك تتوسل إلى الله ببركة الإمام المنتظر أن يكشف عنك الضر والبلاء فهو المضطر كما نقرأ قي دعاء الندبة (أَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا) إذن المراد بالمضطر في الآية الإمام المنتظر ، فمن هنا نحن ننطلق في الحديث عن علاقتنا العاطفية بالإمام المنتظر وبأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ..


عندنا ثلاثة محاور مختصرة :


المحور الأول : في تحليل علاقتنا بأهل البيت

عندنا فريقان من المسلمين ، الفريق الأول يقول حب النبي وأهل بيته ليس له قيمة ولا موضوعية ، وفريق آخر من المسلمين يقول حب النبي وأهل بيته له قيمة وله موضوعية ، إذن عندنا اتجاهان اتجاه حرفي لا يعترف بقيمة الحب ، واتجاه موضوعي يعترف بقيمة الحب ، ونحن نشرح الاتجاهين :


الاتجاه الأول : وهو الاتجاه الحرفي ، يقول به بعض السلفيين ـ وليس كلهم ـ هذا الاتجاه يعتمد على عنصرين :


العنصر الأول : يقول المطلوب حب الله لا حب النبي وآله ، حب النبي لأجل أنه داعية إلى الله وإلا فحبه في حد ذاته ليس مطلوبًا ، كيف؟ النبي مكون من جانبين : جانب شخصي وجانب دعوي ..


الجانب الشخصي : علاقة النبي بزوجته ، علاقة النبي بابنته فاطمة ، علاقة النبي بصهره أمير المؤمنين ، هذه قضايا شخصية وهذا جانب شخصي في النبي ..


الجانب الدعوي : وهو كون النبي داعيًا إلى الله ، قال تعالى في الآية المباركة : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ) النبي داعٍ إلى الله ، نحن نحب النبي ليس في الجانب الشخصي ولكننا نحبه في الجانب الدعوي ، بعبارةٍ أخرى هذا التجاه يقول الحب المطلوب هو حب الله ، فالنبي بما هو داعٍ إلى الله نحبه أما بما هو شخص له زوجة ، له بنت ، له صهر ، عنده علاقات فنحن لا نحب النبي في الجانب الشخصي وإنما نحبه في الجانب الدعوي لأن الحب إلى الله وليس له ، وهذا العنصر الأول ..


العنصر الثاني : أن الحب لا قيمة له والمدار على العمل لا على الحب ، القرآن ينادي أن القيمة للعمل وليست للحب ، لاحظ القرآن الكريم يقول : (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) المهم هو الاتباع وليس الحب ، وقال القرآن الكريم : (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) لم يقل يحب من يحبه وإنما قال يحب العمل ، المدار على العمل أما الحب لا موضوعية له ولا قيمة له في حد ذاته فأنتم تحتفلون كل عام بأهل البيت مولدًا و وفاةً وتحتفلون بالنبي مولدًا و وفاةً ، وكل هذا ليس له قيمة والقيمة للعمل والحب لا موضوعية له، إذن هذه الاحتفالات وهذه النداءات كلها عواطف لا قيمة لها ، إذن الاتجاه الحرفي الذي يقول به بعض السلفيين أن الحب لا قيمة له ..


الاتجاه الثاني : وهو الاتجاه الموضوعي الذي تراه الشيعة الإمامية وبعض المذاهب الإسلامية الأخرى ، الاتجاه الموضوعي يُقرِّر أن الحب له قيمة وله موضوعية ، كيف؟ أشرح لكم هذا بدعائم ثلاث :


الدعامة الأولى : نحن في التراث الإمامي ليس عندنا تفكيك وتفصيل فلا نقول أن الرسول عندنا له جانب شخصي وجانب دعوي ، فالإمامية لا يفككون شخصية النبي ولكنهم يعتقدون أن ذات النبي كلها مظهرٌ لله فليس فيها جانبين ، ليس فيها تفصيل ، ذات النبي وأهل بيته وكل الأنبياء ، كل نبي ، كل حجة ليس فيه جانبان شخصي ودعوي وليس عندنا ذلك ، كل نبي ، كل وصي ، كل حجة ، كله بتمام حركاته بتمام سكناته بتمام جهاته مظهرٌ لله تعالى ، كيف نستدل عليه ؟ نستدل عليه بالقرآن الكريم ..



القرآن الكريم عندما تحدث عن الأنبياء والأوصياء والحجج لم يفصل ، فلم يقل أحبوهم في الجانب الدعوي ولا تحبونهم في الجانب الشخصي ، القرآن الكريم لم يقل ذلك ، القرآن الكريم تناول شخصياتهم بعبارات تعبر عن أن ذواتهم مصفَّاة خالصة كلها مظهر لله ، كيف ؟


مثلاً قوله : (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم) ماذا يعني أخلصناهم أي صفينا ذواتهم وجعلنا ذواتهم خالصة صافية لله ، هذه الذات كلها لله (ِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ) عندما تكلم عن موسى قال : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا) مُخلَص أي أنه كان مصفَّى (وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا) يعني أنه بالإضافة إلى الجانب الدعوي رسولاً ونبي أيضًا هو في الجانب الشخصي مُخلَص (إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا) ..



عندما يتحدث القرآن عن يوسف (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) ذوات صافية ليس فيها شوائب أبدًا ، إذن هذا التعبير يؤكد لنا أن الأنبياء والأوصياء ليس لديهم جانب شخصي وجانب دعوي ، ذات صافية لله ، ذات خالصة لله ..


نأتي إلى تعبير آخر ، تعبير الاصطناع ، فعندما يتحدث القرآن عن موسى : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) أي أنا صنعتك صناعة كاملة ، أنت كلك لي ، ليس فيه جانب شخصي وجانب دعوي (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي .. ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) ..


إذن هناك اصطناع ، هناك اصطفاء ، هناك تخليص ، ذواتهم خالصة لله سبحانه وتعالى ، هناك تعبيرٌ رائع عبر به بخصوص أهل البيت ، تعبير رائع جدًا : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) لم يترك فيكم شيء ، نقاكم من جميع الشوائب والأدران وجعل ذواتكم ذوات صافية طاهرة خالصة لله تبارك وتعالى ..


إذن ذات النبي وأهل بيته ذوات خالصة ، لذلك التراث الإمامي يقول لك بأن هذا الكلام ليس له معنى شخصي ودعوي ، لا ، النبي كله مظهر لله ، الإمام كله مظهر لله ، الإمام كله حجة لله بتمام حركاته وسكناته (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) وهذه الدعامة الأولى ..


الدعامة الثانية : لاحظوا أن الحب حبُ النبي وأهل بيته حب فطري ، لا تستطيع أن تقول أنه حب لا قيمة له ، لماذا ؟ الحب يقسمه علماء العرفان إلى ثلاثة أقسام :


1 - الحب شهوي : وهو الذي يدور مدار اللذة والشهوة ، مثل ماذا ؟ يبين لنا القرآن : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) حب المرأة ، حب الأولاد ، حب الدنيا ، كله داخل في إطار الحب الشهوي ..


2 - الحب الإنساني : وهو حب الإنسان لأبيه ، حب الإنسان لأمه ، هذا الحب إنساني يدور مدار الألفة ، المؤمن يألف ويؤلف..

3 - الحب الفطري : وهو حب الكمال ، كل إنسان وُلد وهو يحب الكمال ، كل إنسان وُلد وهو يحب الجمال ، حب الكمال وحب الجمال حبٌ فطري ، القرآن الكريم يقول : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ) الخير هو الجمال والكمال ..


إذن ، لماذا الإنسان يحب الله ؟ لأن الله كمال والإنسان بفطرته يحب الكمال ، ولماذا الإنسان يحب محمدًا وآل محمد ؟ لأن محمدًا كمال والإنسان يحب بفطرته الكمال ، فالإنسان إنما يحب الله والنبي وأهل البيت لا لشيء إنما فطرته تدعوه لحبهم ، لأنه بفطرته يحب الكمال وهم مظهر للكمال فلذلك يحبهم ، لهذا لا معنى لكلام بعض السلفية بأن حبهم لا قيمة له ، لأنه حب فطري ، حب دعت إليه الفطرة ، حب فرضته عليه الفطرة والحب الفطري قيمته بفطرته وبصفائه وبنقائه ، لذلك هذا الحب الفطري لا يختص بالشيعة لا ، كل إنسان يطلع على سيرة أهل البيت يحبهم بفطرته ، بولس سلامة شاعر مسيحي ، عندما قرأ شخصية الإمام علي عليه السلام ماذا قال ؟ قال :


جلجل الحق في المسيحي حتى عُدَّ من فرط حبه عـلويًا

أنا من يعشق الفضيلة والإلهام والعدل والخِلاق الرضيا

فإذا لم يكـن عــــلـــيٌ نــبــــيًا فـلقـد كان خُـلُقـه نـبـويـًا

يا سماء اشهدي ويا أرض قري واخشعي إنني ذكرت عليًا



إذن هذا حب فطري لا مجال للكلام فيه ونأتي للدعامة الثالثة ..

الدعامة الثالثة : أنظر اتجاه بعض السلفيين يقول لك لا تتعب نفسك ، الحب ليس له قيمة حب النبي وحب أهل بيته ليس له قيمة ، بعبارة أخرى لو أن إنسانًا اتبع النبي وقال إن النبي ليس أبي وليس أمي فلماذا أحبه ؟! ليس بيني وبينه أي عاطفة ، سأتبعه ولن أحبه ، هذا الإنسان هل يدخل الجنة ؟ هو يقول إذا اتبع النبي دخل الجنة وإن لم يكن في قلبه عاطفة نحو النبي ، الحب العاطفي عنده ليس له قيمة ..


كما أن العمل له قيمة فإن الحب أيضًا له قيمة ، كما أن العمل سببٌ لاستحقاق الجنة الحب أيضًا سببٌ لاستحقاق الجنة ، الحب له قيمة كما أن للعمل قيمة ، كيف؟ نحن عندنا أدلة من القرآن الكريم ..


القرآن الكريم عندما يقول : (قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) لو لم يكن للحب قيمة لقال القرآن : (قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا العمل والاتباع للنبي) ذكر المودة دليل على أن لها موضوعية ، وأن لها دخالة ، القرآن الكريم يقول على لسان النبي إبراهيم : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ) أفئدتهم يعني الحب ، إذا كان الحب ليس له قيمة فلماذا يدعو به إبراهيم ؟ دعوة إبراهيم دليل على أن للحب قيمة وموضوعية عند الله وإلا لما دعا به نبي صالح يعرف مراد ربه تبارك وتعالى ..


آية ثالثة يخاطب القرآن النبي موسى يقول : (وَأَلْقَيْتُ عَليكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) إذا كان الحب ليس له قيمة فلماذا يعطي الله لموسى محبة خاصة ؟ (وَأَلْقَيْتُ عَليكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) يعني أن حب النبي موسى له قيمة ولذلك اعتبره الله نعمة من النعم ، وهكذا آيات قرآنية ترشد إلى أهمية الحب ..


السنة أيضًا تؤكد على أن للحب قيمة وموضوعية ، الثعلب في تفسيره يروي عن النبي محمد صلى الله عليه وآله : (من مات على حب آل محمد مات شهيدًا) ، (من مات على حب آل محمد مات تائبًا) ، (من مات على حب آل محمد مات مؤمنًا مستكمل الإيمان) ، (من مات على حب آل محمد مات مغفورًا له) ، (من مات على حب آل محمد زُفَّ إلى الجنة كما تُزف العروس إلى زوجها) ، (من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبًا بين عينيه آيسًا من رحمة الله) ، إذن تبين أن الحب له قيمة وله موضوعية ..


القرآن الكريم يقول : (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ما معنى (عَزَّرُوهُ) ؟ تعزير الشخص معناه إظهار المحبة له ، لولا أن إظهار المحبة مطلوب لما ذكره القرآن من جملة الأمور المطلوبة تجاه النبي صلى الله عليه وآله ، إذن الاحتفال بالنبي وآل بيته مولدًا و وفاةً كله من قبيل التعزير (وَعَزَّرُوهُ) يعني أظهروا المحبة له ، إذن الحب له موضوعية وله قيمة ، وهذا ما أدركه الإمام الشافعي عندما قال :


يا راكبًا قف بالمحصب من منى واهتف بساكن خيفها والناهض

سحرًا إذا فاض الحجيج إلى منى فيضًا كملتضم الغدير الفائض

إن كان رفضًا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي



المحور الثاني : حب آل البيت له قيمة وموضوعية عظيمة

لكن هنا شبهة بعض الأقلام ركزت عليها وهي تقول أن التراث الشيعي الإمامي يربي الشيعة على عاطفة سوداء وهي عاطفة الإحساس بالمظلومية والإضطهاد ومناسبات الحزن عند الشيعة أكثر من مناسبات الفرح ، وإذا تقرأ أدبياتهم ، أدعيتهم ، زياراتهم كلها تركز على المظلومية ، كلها تركز على الحزن ، كلها تركز على الأسى ، أدبيات الشيعة ، تراث الشيعة ، تراثٌ يربي الشيعة على المظلومية ، يربي الشيعة على عاطفة سوداوية بغيضة وهي الإحساس بالإضطهاد والمظلومية ، علماء الشيعة ، خطباء الشيعة ، كتب الشيعة ، دائمًا يربِّون الشيعة على أنهم فئة مظلومة ،فئة مضطهدة ، فئة مسلوبة الحقوق ، فئة مسلوبة الحياة ، يِّربون الشيعة على هذا الإحساس ، الإحساس بالمظلومية والإحساس بالإضطهاد ، والإحساس بالنقص ..


مثلاً ، خذ هذا الدعاء الذي الذي يقرأه الشيعة للإمام المنتظر (اَللّـهُمَّ اِنّا نَشْكُو اِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا) يعني أننا مضطهدين (وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَعِنّا عَلى ذلِكَ بِفَتْح مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَنَصْر تُعِزُّهُ وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَة مِنْكَ تَجَلِّلُناها وَعافِيَة مِنْكَ تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ) أدبيات الشيعة تُربي الشيعة على أنهم فئة مظلومة مضطهدة مسلوبة الحقوق ، هي أقل من غيرها وهذه التربية تربية خطيرة جدًا ، لماذا ؟ لأن في علم النفس الإجتماعي يُقال الإنسان إذا رُبِّي على أنه مظلوم ، على أنه مضطهد يعيش عقدة النقص ، يشعر أنه ناقص ، وإذا عاش عقدة النقص ترتب على ذلك أثران سلبيان :


الأول : العزلة عن المجتمع لأنه ناقص ..

الثاني : يعيش روحًا نقِمة والحقد على المجتمع ..


عموم الشيعة إذا يُربَّون على أنهم مجتمع ناقص مالذي سيحصل ؟ سينعزلون عن المجتمع الإسلامي ، وسيتخلفون عن بناء الحياة وبناء الحضارة وسيعيشون روحًا نقمة على المجتمع الإسلامي ، بحيث لو أُعطوا فرصة لانتقموا من أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى لأنهم رُبُّوا على أنهم فئة مظلومة مضطهدة ، لأجل ذلك هم يعيشون روحًا نقمة ، يعيشون روح الحقد والضغينة على أبناء المجتمع الإسلامي ، إذن هذا التراث الشيعي تراث خطير جدًا ، تراث يربي على روح النقمة والضغينة ، لاحظتم إذًا أن هذه الشبهة يركز عليها بعض الأقلام ..


ونحن في الجواب عن هذه الشبهة نقول :

أولاً : التراث الشيعي يشتمل على الشكوى ، صحيح أنه يشتمل على الشكوى ولكن الشكوى إلى الله تبارك وتعالى ، لا تُربِّي الإنسان على الإنتقام ، وإنما تُربِّي عنده الإرادة والصبر على مصاعب الحياة ..


الإنسان عندما يمر بظروفٍ قاسية لمن يشكو؟ يشكو إلى ربه ، لماذا يشكو إلى ربه ؟ لأن الشكوى إلى ربه تعلمه على أن ينطلق بحيوية جديدة ويصارع الحياة بإرادة حازمة ، الشكوى إلى الله شحنة روحية تغذي الإرادة والحزم لدى الإنسان لا أنها تربي الإنسان على روح الإنتقام ، ونضرب لكم أمثلة من الأنبياء :


النبي يعقوب يقول القرآن عنه : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُواْ تَاللَّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) شكوى يعقوب لا لأجل الإنتقام من أولاده وإنما شكوى يعقوب من أجل أن يتجدد عزمه وتقوى إرادته أمام مصاعب الحياة ..


النبي محمد صلى الله عليه وآله ، في البداية والنهاية أبن اثير وأيضًا في السيرة الحلبية قصة معروفة عند الشيعة أيضًا ، عندما ذهب النبي صلى الله عليه وآله إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام أمروا صبيانهم وسفهاءهم أن يخرجوا إليه ، خرجوا إليه يلقفونه بالأشواك والقذارة والأوساخ إلى أن دميَ جسده ، رجع النبي واستند إلى حائط (يعني بستان) ورفع يديه إلى السماء ، وتأمل هذه الكلمات العظيمة من النبي قال : (اللهم إني أشكو إليك ـ كما أننا نشكو في الدعاء اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ـ ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، اللهم يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني ، إلى بعيد فيتجهمني أم إلى عدوٍ ملَّكته أمري ، إلهي إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي) خرج إليه ملك كما في الرواية قال : (يا رسول الله أمرني الله بأن أأتمر بأمرك ، إن شئت أطبقتُ عليهم الأخشبين) ما هو الأخشبين ؟ جبل قينقاع وجبل بني قبيس ، قال : ( لا ، إني أرجو أن يكون في أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا) لاحظ الأمل عند الرسول ، ليس انتقام إنما أمل ، يعني الشكوى إلى الله صارت سببًا للأمل وليست سببًا للإنتقام ، صارت سببًا للتفاؤل وليست سببًا للتشاؤم ، الرسول استخدم الشكوى إلى الله كسببٍ للتفاؤل لا سببًا للتشاؤم ..


إذن نحن الشيعة الإمامية عندما نشكو إلى الله قلة عددنا وضعف قوتنا فهذا سبب للتفاؤل وليس سببًا للتشاؤم ، وليست سببًا على تربية أبنائنا على روح النقمة ، لا وإنما هو رصيدٌ روحي نستعين به أمام مصاعب الحياة وأمام كوارث الحياة ..


ثانيًا : نحن لا نسنتطيع أن ننكر التاريخ ولا يستطيع أحد أن يطلب من الشيعي أن يغمض عينيه عن التاريخ كله ، لا أنا عندي تاريخ ، منذ زمن بعيد الإمام أمير المؤمنين مضطهد وأنا لاأستطيع أن أنفصل عن تاريخي وهذا تاريخي من زمان علي بن أبي طالب في ظل الحكومة الأموية والعباسية مضطهد مظلوم ، كيف تجردني عن تاريخي ؟ إنسان بلا تاريخ إنسان فاشل ، تاريخي تاريخ المظلومية ، تاريخي تارخ الاضطهاد خصوصًا في ظل الحكومة الأموية والعباسية ، إذن بالنتيجة التراث الإمامي يركز على الحزن صحيح ونحن دائمًا حزينون ، محرم و وفيات الأئمة ولا يخلو شهر من مناسبة حزن ، صحيح مناسبات الحزن عندنا هي الطاغية بل في بعض أدبياتنا عن الإمام الجواد :


يفرح هذا الورى بعيدهم ونحن أعيادنا مآتمنا

مناسبات الحزن عندنا هي المناسبات الطاغية وعندنا أحاديث ترسخ الحزن في نفوسنا (من ذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة) ..


هذا التراث الحزيزن الموجود عندنا ما هو الهدف منه ؟ هل الهدف منه تربية الشيعة على الانتقام من المسلمين الآخرين؟ هل الهدف من هذا التراث ، تراث الحزن ، تراث الأسى ، تراث العواطف هل الهدف منه تربية الشيعة على روح الحقد والضغينة على أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى ؟ هل الهدف منه تربية الشيعة على الانتقام من أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى ؟ لا أبدًا ، هذا التراث الحزين الذي يتصل بتاريخ الشيعة على مدى من زمان الإمام علي عليه السلام وإلى زمان الآخر ، هذا التراث الحزين الهدف منه تربية الشيعي على رفض الظلم والطغيان ، تربية الشيعي على رفض الأوضاع الفاسدة ، هذه استراتيجية وأهل البيت لم يذكروا هذه الروايات جزافًا ، هذه الروايات التي تربينا على الحزن والأسى والعواطف الملتهبة استراتيجية مقصودة وضعها أهل البيت لتربيتنا على رفض الظلم ، رفض الطغيان ، رفض الأوضاع الفاسدة ، هذه استراتيجية وضعها لنا أهل البيت ولم يضع لنا الحقد على المذاهب الإسلامية الأخرى أبدًا ، ليس عندنا في تراث الشيعة نص واحد ولا رواية صحيحة تأمرنا بالحقد أو الضغينة والانتقام من المسلمين أبدًا بالعكس ..


الإمام الصادق عليه السلام يقول : (كونوا زينًا لنا ولا تكونوا شينًا علينا ، كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم إن الرجل منكم إذا صدق في حديثه و ورع في دينه وحسن خلقه مع الناس قيل هذا جعفري ، قيل هذا أدب جعفر فيسرني ذلك) ..


الإمام العسكري عليه السلام يقول : (إن الرجل منكم ليكون في القبيلة فيكون زينها ، أدَّاهم للأمانة ، أصدقهم في الحديث ، أورعهم في الدين ، عودوا مرضاهم ، واشهدو جنائزهم واشهدوا لهم وعليهم ، وصلوا معهم في مساجدهم) كل هذه الروايات بالعكس ، تأمرنا بالمعاملة الأخوية التامة مع أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى ، أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى لم يجرموا في حقنا حتى نعيش رووح النقمة معهم أبدًا ، إنما هذه الروايات روايات الحزن والأسى تربينا على روحٍ رافضة للظلم والطغيان ، روح رافضة للأوضاع الفاسدة لا أنها تربينا على أن نتعامل مع أبناء المذاهب الإسلامية بروح نقمة أو بروح الحقد والضغينة ، إذن تفسيرك لأدبياتنا وتراثنا تفسير خاطئ جدًا ..


المحور الثالث : علاقتنا العاطفية بالإمام المنتظر

هناك مقالة تتحدث عن علاقتنا العاطفية بالإمام المنتظر ، وتحدثتُ في الليلة الماضية عن حب الإمام المنتظر ، عن عشق الإمام المنتظر ، هناك مقالة تقول من قرأ دعاء الندبة وهو دعاء معروف بين الشيعة يتضح له أن هذا الدعاء وأمثاله يربي الشيعة على البكاء والاستغراق في العاطفة والانشغال عن المبادئ والقيم ، انشغال الشيعة بعواطفهم أعظم من انشغالهم بمبادئهم وقيمهم ، هذا الانشغال والاستغراق العاطفي على حساب المبادئ والقيم تربية سيئة ، تربية خاطئة ، كيف ؟ اقرأ دعاء الندبة ، خطاب للإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف : (إِلَى مَتَى أَحَارُ فِيكَ يَا مَوْلَايَ ، وَ إِلَى مَتَى وَ أَيَّ خِطَابٍ أَصِفُ فِيكَ وَ أَيَّ نَجْوَى ، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجَابَ دُونَكَ وَ أُنَاغَى ، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرَى ، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ مَا جَرَى) ثم يقول : (هَلْ مِنْ مُعِينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ الْعَوِيلَ وَ الْبُكَاءَ ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَأُسَاعِدَ جَزَعَهُ إِذَا خَلَا ، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَسَاعَدَتْهَا عَيْنِي عَلَى الْقَذَى) إذن كلها تربية على البكاء ، كلها تربية على العاطفة ، كلها تربية على الدموع على حساب المبادئ ، على حساب القيم وهذه تربية خاطئة ، والجواب عن هذا :


أولاً : ذكرتُ في إحدى محاضراتي العام الماضي أن ما أُمرنا به هو المودة وليس المحبة ، القرآن الكريم يقول : (قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) المودة تختلف عن المحبة ، المودة موجودة في النفس ، الكثير من المسلمين يقول أنا أحب أهل البيت ولكن هذا ليس المطلوب ، المطلوب هو المودة ، ما هي المودة ؟ هي إظهار الحب ، إظهار الحب يسمى مودة والمطلوب إظهار الحب ، إشهار الحب ، لو شخص يقول هو يحب أهل البيت ولكن ليس لديه عمل تجاه أهل البيت والمطلوب هو المودة لا المحبة والمودة هي إظهار الحب ، ومن جملة مظاهر الحب هذا الدعاء ، دعاء الندبة يربينا على الإحساس بوجود الإمام ، أنه يعيش معنا ، أنه يرانا و أنه يراقبنا وأننا نتصل به وإن لم نعرف عنوانه واسمه ، هذا الدعاء يربينا على شيء طلبه القرآن منا ألا وهو إظهار المحبة المعبر عنه بالمودة ، إظهار المحبة بالبكاء ، بالعاطفة ، بالشوق ، بالغرام ، بالتعلق بأهل البيت عليهم السلام ، كل هذه ألوان من المودة ، كل هذه مصاديق للمودة التي أُمرنا بها ..


ثانيًا : لا تقتطع الدعاء فتأخذ بعض فقراته وتترك البعض الآخر ، دعاء الندبة هذا الدعاء الشريف العظيم كما يربيك على حب آل البيت ، كما يربيك على الإحساس بوجود الإمام المنتظر ، كما يربيك على الإحساس بالرقابة من الإمام المنتظر، يربيك على العمل أيضًا ، فيه فقرات تأمرك بالعمل ، تأمرك بالإطاعة ، تأمرك باجتناب المعصية ، لاحظ قوله : (اللهُمَّ أَعِنَّا عَلَى تَأْدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ ، وَ الِاجْتِهَادِ فِي طَاعَتِهِ ، وَ الِاجْتِنَابِ عَنْ مَعْصِيَتِهِ) يتحدث عن الطاعة واجتناب المعصية ، ثم يقول : (وَ أَقْبِلْ إِلَيْنَا بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنَا إِلَيْكَ ، وَ انْظُرْ إِلَيْنَا نَظْرَةً رَحِيمَةً) إذن هذا الدعاء لا يتحدث عن الحب فقط ، لا يتحدث عن العاطفة فقط ، أيضًا يتحدث عن الطاعة وأهميتها ويتحدث عن المعصية واجتنابها ويتحدث عن استمطار الرحمة والعناية من الله وهذه ميزة التراث الشيعي ، ميزة التراث الشيعي على التراث الآخر أن التراث الشيعي يؤكد على أمرين : حب وعمل ، لا أنه يتحدث عن العمل وحده وكأننا أدوات أتوماتيكية مبرمجة تعمل طبقًا للأوامر بدون أي عاطفة وبدون أي محبة ، التراث الشيعي يؤكد على الحب والعمل ، على أننا مع النبي وأهل بيته معنا معهم عواطف وعمل ، لا مجرد عمل بدون عواطف ولا عواطف بدون عمل ، عاطفة وعمل ، هذان العنصران استحقاق ثواب الله عز وجل ..


وإلا أنت تتعجب ممن يقول أنه يحب آل البيت ، ولكن لو تقول له افتح جوالك ستجد فيه بمناسبة أول يوم في السنة الهجرية الجديدة تهنئة ، أنت أيها المسلم عندما ترسل تهنئة بمرور السنة الهجرية الجديدة ألا تستطيع أن تقول أيضًا ونعزيك بذكرى استشهاد سبط رسول الله وريحانة رسول الله الحسين بن علي ؟ أين المودة وأنت تعتبر هذا الشهر شهر بركة وشهر فرح وشهر عيد ، أين المودة ؟ هل المودة كلام يُقال ؟ فلنكن واقعيين ، فنكن موضوعيين ومنصفين ، إذا كانت لنا مودة حقيقية مع محمد وآل محمد ..



فكما نحتفل بمرور السنة الهجرية ونهنئ بعضنا بعضًا بمرور السنة الهجرية ، كذلك نحتفل بذكرى سبط رسول الله ، إذا كان الاحتفال بذكرى سبط رسول الله بدعة كذلك الاحتفال بمرور السنة الهجرية بدعة ، ما هو الفرق ؟! فهذه لم تردنا عن السنة ولا عن الصحابة ، فهل سمعت عن الصحابة أنه هنأ بعضهم بعضًا بمرور السنة الهجرية الجديدة ؟ أبدًا ، كما أن الاحتفال بذكرى سبط رسول الله وذكرى رسول الله مولدًا و وفاةً بدعة ، التهنئة بمرور السنة الهجرية أيضًا بدعة ..


إذن فلنكن منصفين وموضوعيين ، إذا كانت لنا مودة حقيقية لأهل البيت فعلينا أن نعتبر هذه الأيام كما هي أيام مباركة على مرور السنة الهجرية على بعض الآراء ، كذلك هي أيام حزن وأسى بذكرى الإبادة الجماعية لعترة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فإن مجزرة كربلاء كانت إبادة جماعية من قِبل السلطة الأموية لرسول الله نفسه لأن إبادة ذريته إبادةٌ للرسول صلى الله عليه وآله ..


والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

العلامة الفارقة
العلامة الفارقة
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 51
علاماتك : 145
تاريخ التسجيل : 06/12/2009
الموقع : قلب السكينة

https://q-alzhra.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

محاضرات السيد منير الخباز 1431هـ (المحاضرة الأولى) Empty محاضرات السيد منير الخباز 1431هـ (المحاضرة الثالثة)

مُساهمة  العلامة الفارقة الخميس يناير 14, 2010 12:22 pm

الليلة الثالثة ( محرم 1431 )

النبي (ص) و المهدي (عج)

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )
أمنا بالله صدق الله العلي العظيم


انطلاقاً من الآية المباركة نتحدث عن محاور ثالثة:

عن الحقيقة المحمدية والرحمة ,وعن مظاهر الرحمة المحمدية في شخصية الإمام المهدي وعن دولة الرحمة التي يقيمها المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف).فهنا محاور ثلاث.

المحور الأول:كثير منا سمع أو قرأ هذا المصطلح وهو مصطلح الحقيقة المحمدية,ما معنى الحقيقة المحمدية؟!حتى نفهم هذا المصطلح نذكر أمور ثلاثة:

الأمر الأول:كما يقول الفلاسفة:كل موجود يمر بمرحلتين من الوجود:

هذه القرآن الذي نقرأه الآن وجود تفصيلي وسور وآيات وأوامر ونواهي لكن هذا الوجود التفصيلي للقرآن كان مختصر كان له وجود إجمالي مختصر في الكتاب المكنون القرآن الكريم نفسه يفصح عن هذه الحقيقة يقول:{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}وقال تعالى:{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ(77)فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ(78)لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}.

إذاً الإنسان مر بوجوديين وجود أجمالي وتفصيلي,الشجرة مرة بوجوديين وجود أجمالي وتفصيلي الإنسان القرآن الكريم مر بوجوديين وجود أجمالي وتفصيلي فكل شي مر بوجوديين وجود إجمالي و وجود تفصيلي هذا المعنى تصرح تصرح به القرآن أقرأ قوله تعالى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}بمعنى موجود كنت أنا في الخزانة ثم صرت موجود على الأرض عندما كنت في الخزائن كان وجود إجمالي عندما صرت على الأرض صار وجودي تفصيلي كل موجود كان له وجود مختصر ضمن خزائن الغيب ضمن خزائن رحمة الله قال تعالى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ},وقال في آية أخرى:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}وضعنا له حدود وقدر بعد ذلك أنزلناه إلى عالم الوجود المادي.

أيضاً هذا الوجود هذا الكون كله من أصفر ذرة إلى أعظم مجرة بسمواته بأرضيه بنجومه بشموسه هذا الكون كله كان ملفوف كان موجود وجود أجمالي قبل أن يوجد وجود تفصيلي هذا الكون كله مر بمرحلتين :

مرحلة وجود إجمالي مختصر يسمى(بالفيض الأقدس)بتعبير الفلاسفة ثم تحول إلى وجود تفصيلي أصبح سماء وأرض وشمس وقمر وإنسان وجماد وحيوان ونبات وسمي بالفيض المقدس,الكون كله مر بوجود إجمالي وهو الفيض الأقدس وتحول إلى وجود تفصيلي وهو الفيض المقدس هذا من أين نعرفه؟! لم يأتي به الفلاسفة من رأسهم من القرآن نفسه القرآن يقول يعبر عن وجوديين أجمالي وتفصيلي قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَا هُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ}كان وجود أجمالي أصبح وجود تفصيلي ,وهذا الوجود الإجمالي الذي تحول إلى وجود تفصيلي نحن قلنا الوجود الإجمالي هو الفيض الأقدس تحول إلى وجود تفصيلي سمي (الفيض المقدس) بعد ذلك ماذا سوف يصبح؟!يرجع مرة ثانية هذا الوجود كله سيعود يوم القيامة مرة أخرى إلى الوجود الإجمالي المختصر من أين نعرف هذا؟! من قوله تعالى:{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} كل هذا الكون نطويه بعضه على بعض كما يطوى الكتاب{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}.

إذاً الكون مر بمرحلة الوجود الإجمالي ويسمى(بالفيض الأقدس)تحول إلى وجود تفصيلي يسمى (الفيض المقدس)يعود للوجود الإجمالي مرة أخرى قال تعالى:{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.

الأمر الثاني:في روايتنا هذا لا يختص بالأمامية حتى الإمام أحمد بن حبل ذكر هذه الروايات في تراثنا الإسلامي شيء يسمى( بعالم الأنوار)ماذا يعني عالم الأنوار؟! عالم الأنوار بمعنى أن الله خلق محمد وآل محمد من نور قبل أن يخلق الكون قبل أن يخلق الوجود المادي "أن الله خلق نوري ونور علي قبل أن يخلق الكون بألفين عام وأنت تقرى في زيارة الجامعة"خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين" في زيارة الإمام الحسين"أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام الطاهرة"عالم الأنوار ماذا يعني؟!

عالم الأنوار هو الذي سميناه (الفيض الأقدس) هو الذي سميناه (الوجود الإجمالي) نحن تحدثنا في الأمر الأول أن هناك (وجود إجمالي) أن هذا الكون كله كان موجود مادة مختصرة مجمله هذا الوجود الإجمالي للكون هو نور محمد وآل محمد إذاً أولاً خلق الله المادة ألنوريه المسماة بنوري محمد وآل محمد المسماة بالوجود الإجمالي المسماة(بالفيض الأقدس )خلقها أولا ثم أفضا منها الوجود كله فتحول الوجود بتلك المادة ألنوريه إلى وجود تفصلي هذا هو الحقيقة المحمدية إذا تقرى في كتبنا الحقيقة المحمدية هو هذه الحقيقة المحمدية يعني أنهم كانوا نور أفيض منه الوجود خلق منه الوجود المحقق الأصفهاني أستاذ سيدنا الإمام الخوئي (قدس سرهما)يقول في حق النبي( صلى الله عليه وآله):

أشرقت الشمس من غير حاجبي ****من مشرق الواجب من غير واجبي
وقـد تجلّـى مـن سمـاء العظـمــه **** مـن عالــم الأسماء اسمـى كَلِمَـهْ


محمد أرسل على الأرض هو بشر يعيش على الأرض أرسل للمجتمع البشري ما هي علاقته بالعالمين؟!الآية تقول: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} ما هي علاقة محمد بالعالمين؟!العالمين يعني عالم السماء ,عالم الأرض ,عالم الجن ,عالم الملائكة ,عالم النبات ,عالم الجماد عالم الحيوان ما هو رابط محمد بالعوالم كلها؟!هو بشر خلق على الأرض وأرسل إلى المجتمع البشري, ما هي علاقته بالعالمين؟!

أي مسلم لن يستطيع تفسير الآية إلا على ضوء المعنى الذي ذكرناه وهو الحقيقة المحمدية إنما كان النبي رحمة للعالمين لأنه النبي نور خلق قبل الكون لأنه النبي هو الوجود الإجمالي والفيض الأقدس الذي خلق قبل الكون ومنه وجد الكون ومنه أوجد الكون وأفيض الكون لذلك كان النبي{رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}لجميع العالمين هذا الأمر الثاني.

الأمر الثالث:يقولوا علماء العرفان (لكل حقيقة رقيقة)ما معنى (لكل حقيقة رقيقة)؟! يعني لكل حقيقة مدد نبع يمدها وذلك النبع الذي يمدها هو الرقيقة كيف؟! بمعنى هذا المصباح الموجود أمامي هذا حقيقة لكن الرقيقة هو المدد الذي يمده بالضوء وهو الطاقة الكهربائية إذاً هذا المصبح حقيقة رقيقته الطاقة الكهربائية التي تمده بالضوء والنور كل حقيقة لها رققيه يعني لها مدد لها نبع الله تبارك وتعالى يقول في آية النور:{ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ(هذه كله حقيقة) الآن أتينا إلى الرقيقة :يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ(الشجرة هي النبع إذاً هي الرقيقة) مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء} اللهم أهدنا لنور محمد وآل محمد ,فمحمد ليس شخص عادي محمد ليس بشر عادي مثل بعض كتب أخواننا أهل السنة محمد يركض مع زوجته ويحك المني من ثوبه ونام عن صلاة الصبح (لا)محمد هو الرحمة العامة للعالمين جميعا محمد هو الوجود والفيض الأقدس الذي سبق هذا الكون وأفيض منه هذا الكون هذه هي الحقيقة ولكن من يشعر برقيقة هذه الحقيقة؟! ومن يصل إلى رقيقة هذه الحقيقة ومن يشعر بطعم النور المحمدي ومن يشعر بلذة النور المحمدي الذي يشعر به خواص من الناس وهم المحسنون قالت الآية المباركة:{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}وقال تبارك وتعالى:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}

انتهينا من المحور الأول عرفنا معنى الحقيقة المحمدية عرفنا أن المقصودبالآية{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}أنه هو الوجود الأقدس الذي أفيض منه الكون كله .

المحور الثاني:عندنا حديث معتبر موجود في كتبنا يلفت الانتباه إذا قراناه ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:"أولنا محمد أوسطنا محمد أخرنا محمد" أي شخص يقرأ الحديث ربما يتصور أن النبي يعدد أسماء يريد أن يقول للناس أول شخص أسمه محمد في الوسط محمد(لا) ليس الحديث بيان للأسماء إنما الحديث بيان لمراحل الحقيقة المحمدية أن الحقيقة المحمدية نور يمر بمراحل هذا النور له مبدأ له وسط له منتهى مبدأ هذا النور الذي سرى نزل من السماء إلى الأرض مبدأ هذا النور هو المصطفى (صلى الله عليه وآله)لأنه هو الذي بدر بدرة الدعوة و وسط هذا النور الإمام الباقر الذي بقر العلم بقراَ لماذا نخص الإمام الباقر؟! لأنه على يده تأسست دعائم المذهب الإمام الباقر هو أول إمام أعطيت له الفرصة أن يرسي دعائم المذهب وأن يشيد أسس الفكر ألإمامي الإمام الباقر .

إذاً وسطنا محمد والمنتهى هو الذي يحقق الدولة التامة ويحقق العدالة التامة على الأرض كلها وهو الذي بيده تظهر ثمرة جهود الأنبياء وجهود المرسلين وتضحيات الأولياء والأوصياء قال تعالى:{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}إذاً الأخير هو الذي يحقق الثمرة المطلوبة وأخرنا محمد .

من هنا نعرف أن المنتظر هو امتداد لجده المصطفى وصورة أخرى عن جده المصطفى فكما كان النبي رحمة للعالمين المنتظر أيضاً رحمة للعالمين كما كان النبي قطعة من الرحمة المهدي أيضاَ قطعة من الرحمة.

المحور الثاني:مظاهر الرحمة المحمدية في شخصية الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف),هناك ثلاثة مظاهر :
المظهر الأول:خلق الرحمة.


النبي(صلى الله عليه وآله)كان قطعة من الرحمة خلقه رحمة القرآن الكريم يقول:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} كان قطعة من التواضع قطعة من البسمة قطعة من الجدب قطعة من الألفة والمحبة(صلوات الله عليه وآله) القرآن يصف خلقه قال تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}هذه الصورة التي تحدث عنها القرآن الصورة الجميلة الرائعة لشخصية النبي نفسها تتصور وتتجسد في المهدي المنتظر بعضهم يتصور أن المهدي إنسان عابس إنسان عنيف(لا)المهدي كجده رسول الله(صلى الله عليه وآله)صورة مبتسمة صورة جذابة صورة ملئها التواضع وملئها الخلق الجذاب تماماً كجده رسول الله (صلى الله عليه وآله)لذلك ورد في الرواية المعتبرة عن الصادق (عليه السلام):"يسير في الناس كسيرة جدة رسول الله رؤؤف بالمؤمنين شديد على الكافرين "وفي الرواية عن الصادق(عليه السلام)في تفسير قوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} قال الإمام الصادق هم المهدي وأصحابه,إذاُ المهدي قطعة من الرحمة قطعة من الحنان والرأفة مثال لجدة المصطفى(صلى الله عليه وآله).

المظهر الثاني:المجتمع الأخوي.

أنت من تقرأ كتب المستشرقين, من هم المستشرقين؟! هم جماعة من الغرب مسيحيين دخلوا بلاد الإسلام وتتبعوا الآثار أثار الإسلام وكتبوا عن الإسلام, المستشرقون طعنوا في النبي في كل شيء إلا شيء واحد المستشرقون والمفكرون الغربيون وقفوا موقف الإجلال والعظمة في شيء واحد من صفات النبي تعجبوا من هذه الصفة أعتبرها كثير من المستشرقين أعجاز لم يسبق به النبي بمعنى (أن هذا الإعجاز لم يسبق النبي أحد ولم يلحق به أحد) ما هو؟!

أن النبي استطاع في فترة وجيزة أن يحول المجتمع المدني إلى مجتمع أخوي كيف يتحول المجتمع إلى مجتمع أخوي؟!هذا ليس أسرة تحولها إلى أخوه هذا مجتمع كله تستطيع أن تحوله إلى أسرة واحدة؟! صعب المجتمع المدني الذي كان قبائل متناحرة وقبائل متقاتلة حوله النبي في فترة وجيزة إلى أخوة يملئهم الحب و الوفاء المجتمع المدني لعله في ذلك الوقت خمسين ألف لعله مئة ألف تحول إلى مجتمع أخوي هذا الإنجاز لم يسبق به النبي ولم يتحقق بعد النبي هذا إنجاز إعجازي للنبي (صلى الله عليه وآله) أن حول المجتمع المدني إلى مجتمع أخوي المهدي أيضاَ مجتمعه مجتمع أخوي كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) القرآن أثنى على ذلك المجتمع الأخوي الذي أقامه النبي قال الفقراء المهاجرين قال تعالى:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ(Coolوَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صورة جداً رائعة الأنصار احتضنوا المهاجرين كل مهاجر جاء فقير أحتضنه أهل المدينة وفروا له السكن وفروا له الأموال وفروا له فرصة العمل اعتبروه أخ وحبيب هل هذا يحصل في زماننا هل يحصل في زماننا أن يحتضن مجتمع أخر ويوفر له السكن المجاني ويفر له فرصة العمل مجاناً ويوفر له المال مجاناً ويوفر ذلك له لا بدافع الحياء والخجل بل بدافع المحبة والأخوة {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.

كيف استطاع رسول الله أن يحول هذا المجتمع إلى هذا المجتمع الأخوي؟! هذه معجزة لرسول الله لم يسبق بها ولم يلحق بها هذا المجتمع الأخوي هو الذي يؤسسه المهدي عند خروجه المجتمع الذي يؤسسه المهدي عند خروجه مجتمع يقوم على عنصريين :

1-عنصر المحبة.
2-عنصر التكافل الاجتماعي.كلاً يكفل الأخر.

المظهر الثالث: من مظاهر المحمدية التي تجسدت في شخصية المهدي المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) الرحمة العامة:
أرجعوا إلى النبي هل كان النبي رحيم بالمؤمنين فقط؟!(لا)كان النبي رحيم بالمؤمنين وبالكافرين كان النبي رحيم بالمطيعين وبالعصاة البعض يتصور ما دام أنا عاصي المهدي لا يقبلني (لا) يقبلك ويحن عليك وأن كنت عاصي المهدي كجدة رسول الله حنانه ورحمته على العصاة لا تقل رحمته بالمؤمنين وبالمطيعين المهدي فيض من الرحمة علة العصاة وعلى المطيعين كما كان جده رسول الله (صلى الله عليه وآله),النبي ذهب إلى الطائف يدعوهم للإسلام وخرجوا وقذفوه بالحجارة والأشواك فدميت رجلاه فستند إلى جدار حائط وقال:"اللهم أهدي قومي فأنهم لا يعلمون" كان رحيم بالكافرين رحيم بأعدائه كذلك المهدي أيضا هو خلق جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)هذه ليس في كتبنا حتى في كتب غيرنا ,إذا تراجع سنن أبي داود ينقل عن أبي هريرة وعن أبي سعيد الخدري عن النبي محمد"إلا أبشركم بالمهدي رجل من عترتي من ولد الحسين يملأ الأرض قسطا وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً" ثم يقول:يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض وتئوب إليه كما تؤب النحل إلى يعسوبها يملؤا قلوب أمة محمد غناء ويسعهم عدله" وقال في رواية أخرى "تنعم به أمة محمد كم لم ينعم به أحد مثلها" فالمهدي بشارة والمهدي رحمة والمهدي خلق والمهدي حنان ورأفة على العصاة و المنحرفين فضلاً عن المطيعين والمؤمنين .

المحور الثالث:

هناك شبهة طرحها بعض الأقلام الإسلامية ذكر في هذه الشبهة أن مهدي الشيعة يختلف عن مهدي أهل السنة والجماعة فمن يراجع الروايات الشيعية يجد أن المهدي إنسان دكتاتور إنسان عدواني إنسان مصدر للعنف والبطش والاستئصال لأمة النبي(صلى الله عليه وآله)الصورة التي تصورها روايات الأمامية عن المهدي تصور لنا دولة تقوم على السيف والبطش والاستئصال والعنف وبتالي فهذه الدولة التي ينتظرها الشيعة الأمامية هذه الدولة:

أولاً: هي دولة تتنافى مع روح الإسلام لأنه روح الإسلام هو الرحمة قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} بينما دولة المهدي لذا الشيعة دولة تقوم على السيف والبطش والاستئصال فهي تتنافى مع روح الإسلام.

ثانياً:هل من المعقول أن البشرية تنتظر آلف السنين تلك الدولة الخاتمة بكل شوق ولهفة ثم تفاجئه بدولة تقوم على البطش والاستئصال والعدوان لا تبقي ولا تذر.

إذا بالنتيجة:لم يتحقق أمل البشرية وإنما تصاب بالخيبة وتصاب بالخذلان مهدي الشيعة هذا هو إنسان عنيف عدواني إما مهدي أهل السنة والجماعة فهو مصدر الرحمة والعطف هذا الكاتب أعتمد على مجموعة من الروايات الموجودة فعلاً في كتب الشيعة أقرا لك هذه الروايات :

الرواية الأولى:من كتاب البحار لشيخ المجلسي(رحمه الله)الجزء 52صفحة 353رواية زرارة عن أبي عبد لله الصادق (عليه السلام)قلت له:أيسير بسيرة محمد؟!(بمعنى المهدي إذا خرج يسير على سيرة محمد)قال:هيهات أن رسول الله سارة في أمته باليين كان يتألف الناس والقائم يسير بالقتل بذلك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستثيب أحد أي إنسان يريد أن يتوب يقول :ليس لك توبة أقطعوا رأسه

الرواية الثانية:عن أبي خديجة أيضا في البحار عن الإمام الصادق (عليه السلام)أن علي كان يقول:"لي(بمعنى من صلاحياتي)أن أقتل المولي وأجهز على الجريح ولكن تركت ذلك للعاقبة من أصحابي أن جرحوا لم يقتلوا والقائم له أن يقتل المولي ويجهز على الجريح "لا توجد رحمة.

الرواية الثالثة: صفحة 354 عن العلا ‘ن أبي جعفر الصادق(عليه السلام):"لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج القائم لأحب أكثرهم ألا يروه ، مما يقتل من الناس حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد لو كان من آل محمد لرحمنا "

الرواية الرابعة: عن أبي بصير عن الصادق(عليه السلام):"إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف "

الراوية الخامسة:ذكرها النعماني في كتاب (الغيبة)عن أبي الجارود عن القاسم أبن الوليد عن الحارث أبن الأعور عن الإمام علي(عليه السلام) قال: "بأبي أبن خيرة الإماء(يقصد القائم)يسومهم خسفا ويسقيهم بكأس مصبرة فلا يعطيهم إلا السيف هرجاً"

نحن ما موقفنا من هذه الروايات؟!

أولاً:هذه الروايات أغلبها ضعيف السند ورد في طريقها محمد أبن علي الكوفي المكنى بأبي سمينة والشيخ النجاشي شيخ الرجاليين يقول أبو سمينة أشتهر بالكذب وأخرجه أحمد أبن محمد أبن عيسى من أرض قم لكذبه هذا من طرق هذه الروايات ,وأيضاً من طرقها محمد أبن علي الهمداني وهو مجهول من طرقها الحسن أبن علي أبن أبي حمزة البطائني وهو ضعيف نص علماء الرجال على ضعفه من طرقها الحسن أبن هارون وهو مجهول من طرقها أبو الجارود (كان رأس الفرقة الجار ودية التي انشقت عن الفرقة الزيديه هو أيضاً مضعف في بعض كتب علم الرجال)إذاً هذه الروايات مبتلاة بضعف السند لا ينبغي أن يعول عليها وأن يستنتج منها مفهوم عن دولة القائم المنتظر (عجل الله تعالى فرجة الشريف.

ثانياً:هذه الروايات معارضة بروايات أصح منها وأكثر منها تظهر لنا روعة دولة القائم وأنها دولة الرحمة ودولة الحنان على الكل المطيع والعاصي أنا أقرأ لك هذه الروايات صحاب البحار أيضاً ذكر الروايات الثانية الروايات الصحية البحار ذكر ضعيف والصحيح السمين والغث ذكر الجميع لاحظوا في عقد الدرر عن الإمام علي (عليه السلام):"أن المهدي يأخذ البيعة من أصحابة(إذا أنت تريد أن تصبح من أصحاب المهدي يؤخذ عليك شروط) يأخذ البيعة من أصحابة على أن لا يسبوا مسلم (حتى السب ممنوع) ولا يقتلوا محرم ولا يهتكوا حريم ولا يهدموا منزل ولا يضربوا أحد إلا بالحق"هذا نهج المهديأعدى أعداء المهدي من هو ؟! السفياني ,السفياني رجل من العائلة الأموية يخرج من الشام يسيطر على سوريا ثم يتجه نحو العراق يسيطر على الكوفة وما حولها وعلى بغداد ويبدأ يفني في شيعة أهل البيت(عليهم السلام)وهذا هو الذي يقاتل الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف).
السفياني أشد أعداء المهدي, لكن كيف تعامل معه المهدي؟!

لاحظوا هذه الروايات يقول في البحار أيضاً يسير المهدي إلى السفياني فيأتي قومه فيقول:أخرجوا إليّ أبن عمي حتى أكلمه فيخرج فيكلمه ويسلم إليه الأمر ويبايعه(بمعنى يتراجع السفياني عن منهجه)فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ذمته كليب فيرجع فيستقيل من المهدي فيقيله ثم يقاتل الإمام(عجل الله تعالى فرجه الشريف),إذاً حتى الإمام يبدأ عدوه بحوار مما يدل على أنه شخصية حوارية شخصية منهجها الحوار والرحمة وليس منهجها العنف و قتال .

ويذكر في البحار عن الإمام علي (عليه السلام):أن المهدي يستدعي بين يديه كبار اليهود وأحبارهم ورؤساء دين النصارى وعلمائهم ويحضر التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ويجادلهم على كل كتاب لا يقاتلهم أولاً يبين لهم الحقائق ويجادلهم على كل كتاب بمفرده ويطلب منهم تأويله ويعرفهم تبديله.إذاً هو إنسان حواري.

ثالثاً:النصوص الشريفة عينة لنا من هو المستهدف بالقتال المهدي لا يستهدف أحد المهدي قتاله قتال دفاعي وليس قتال هجومي ,أتدري من هي الفئة التي ستقاتل المهدي؟! الغرب بيهوده ومسيحيه سيؤمن وسيسلم للمهدي ولن يقاتله الذي سيقاتل المهدي فئة من المسلمين وهي فئة النواصب أغلب أهل الأرض سيسلمون له طوعا لأنه سيظهر بمظهر العلم بمنطق العلم بمنطق المعرفة بمنطق حضاري بمنطق الرأفة والحنان سيسلم له أغلب أهل الأرض طوعا وستقاتله فئة خاصة من المسلمين إلا وهو النواصب, عن الإمام الباقر (عليه السلام):"إذا ظهر القائم خرج إليه قراء أهل الكوفة والبصرة وعلقوا المصاحف على أعناقهم فيقولون لا حاجة لنا فيك أرجع حيث شئت" وفي بعض الروايات يقبل المهدي على الطائفة المنحرفة فيعضهم ويدعوهم ثلاثا (يعني ثلاثة أيام)فلا يزدادون إلا طغيانا وكفراً ثم يأمر بقتالهم"

إذاً من خلال هذه الملاحظات عرفنا أن دولة المهدي دولة الرحمة دولة الرأفة دولة الحنان وأنها دولة حوارية لا تفرض الدين بالقصر والإكراه وإنما ستنشر الدين بلغة العلم والحوار والمنطق الحضاري وهذه سيرة أبائه وأجداده رسول الله كان إنسان حواري بدأ بالحوار ولم يبدأ القتال وعلي كان إنسان حواري بدأ بالحوار ولم يبدأ القتال والحسين نفسه الحسين لم يكن إنسان عنيف الحسين كان إنسان حواري حاور المقاتلين ووعظهم إلى أخر لحظة من لحظات وجوده الشريف حتى أنه بكى على أعدائه وقالأبكي على هؤلاء القوم يدخلون النار بسبب قتلي),الحسين لم يخرج من المدينة إلى مكة إلى كربلاء بقصد أن يقتل أو يقتل إنما خرج بقصد الإصلاح لكنهم أصروا على قتله وقالوالله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ولو كنت في جحر هامة لتستخرجوني وقتلوني) ثم وقف على جبل الصفا وقالكأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشاً جوفا وأجربه سغباً لا محيص عن يوم خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين إلا فمن كان فينا باذلا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فأني راحل فليرحل معنا فأني راحل مصبح بإذن الله)

وصلى الله على محمد وآل محمد
العلامة الفارقة
العلامة الفارقة
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 51
علاماتك : 145
تاريخ التسجيل : 06/12/2009
الموقع : قلب السكينة

https://q-alzhra.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى