الدراسة الحوزوية

**العلامة الفارقة** الجمعة ديسمبر 11, 2009 6:54 pm

الحوزة العلمية تسمية عربية تطلق على المكان أو الناحية التي تخصص للدرس والتحصيل وتبعاً للأصل اللغوي للكلمة ، فإن الحوزة يمكن أن تخصص لمختلف أوجه النشاط الإنساني ولكن الكلمة ارتبطت في لغة الخطاب الشيعي بتلقي العلم حتى بات مفهوماً تلقائياً أن الحوزة لابد أن تكون علمية.

ولا ترتبط الحوزة العلمية بجهة رسمية أو سياسية وإنما هي مستقلة يديرها مؤسسها من مراجع التقليد أو أصحاب الفضيلة والسماحة وحجج الإسلام.

وكانت الحوزة مقصورة على الشباب دون الفتيات ولكن في السنوات الأخيرة دخلت الفتيات الميدان وصار لهن مدارس ومعاهد وحوزات وتوسعت فرصة مواصلة التعليم الديني للنساء وقد وضعت اللبنة الأولى لحوزة نسائية في مدينة قم المقدسة عام 1406 هـ 1986م وهذا لا يعني أن يكون قبل ذلك نساء متعلمات تعليماً حوزوياً ولكن لم يكن لهن معاهد مستقلة.

تنقسم الدراسة الحوزوية إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول:وهو المعبر عنه بدراسة المقدمات.

القسم الثاني:وهو المعبر عنه بدراسة السطوح.

القسم الثالث:وهو البحث الخارج.

أما بالنسبة للقسم الأول،فيدرس فيه:

اللغة العربية وهي عبارة عن كتاب قطر الندى،وشرح الألفية،والمغني،ويدرس في الصرف كتاب شذا العرف،كما يدرس في البلاغة إما كتاب البلاغة الواضحة،أو جواهر البلاغة.

ويدرس في هذه المرحلة في الفقه،الرسالة العملية،وكتاب شرائع الإسلام.

كما يدرس في هذه المرحلة أيضاً كتاب المنطق لشيخنا المظفر،ويدرس بعض الكتب العقائدية كدروس في العقيدة،أو كتاب الباب الحادي عشر.

أما القسم الثاني:

فيبدأ بدراسة الحلقة الاولى للسيد الشهيد في الاصول،وبعدها كتاب الحلقة الثانية أو أصول الشيخ المظفر،والجمع بين الكتابين أحسن وأكمل،وبعد ذلك تدرس الحلقة الثالثة،أو الكفاية للشيخ الآخوند،وإن كان الجمع بين دراسة الكتابين أفضل وأكمل،وبعد دراسة الكفاية يدرس كتاب الرسائل للشيخ الأنصاري.

أما في الفقه فيدرس كتاب اللمعة،وقد يستعاض عنه حالياً بكتاب دروس تمهيدية في الفقه الإستدلالي للشيخ الإيرواني،وبعد ذلك يدرس كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة،وهي مرحلة البحث الخارج،فغالباً ما يكون البحث الأصولي على وفق كتاب الكفاية،ويتعرض الأستاذ لأراء الأعلام بعد الكفاية ومناقشتهم،وفي الفقه إما على وفق كتاب العروة أو المكاسب أو غير ذلك،وتعرض لأراء جملة من الفقهاء ومناقشتهم.

تقع المراكز الرئيسة للحوزات العلمية في كل من العراق و إيران و سوريا و لبنان. مدينة قم الإيرانية تضم أكبر مركز للحوزات العلمية، حيث يبلغ عددها خمسين حوزة، بالإضافة الى وجود ست حوزات علمية في مدينة طهران و ثماني في مشهد و خمس حوزات في أصفهان و توجد حوزة علمية واحدة في كل محافظة إيرانية. تُعتبر الحوزة العلمية في النجف من أشهر الحوزات في العالم و المركز الأكثر أهمية و شهرةً، كما أنه توجد حوزات أخرى في مدينة كربلاء و الكاظمية و سامراء و الحلة و غيرها من المدن العراقية. توجد حوزات علمية في حي السيدة زينب في مدينة دمشق السورية و في بيروت و في منطقة جبل عامل في جنوب لبنان و حوزة علمية في الكويت. تنتشر مدارس و مراكز دينية و ثقافية شيعية و حسينيات في مختلف بقاع العالم التي تتواجد فيها مجتمعات شيعية، في دول مثل أذربيجان و البحرين و اليمن و باكستان و أفغانستان و بنغلادش و الهند و أندنوسيا و أوغندا و تنزانيا و زائير و ساحل العاج و غانا و غينيا و غيرها من الدول.